∫∫ الحـ٢٣ــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
:gem:هروب جلال الدين من جيش التتار:
أعوذ بالله السميع العليم
من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: هذه المحاضرة الثالثة من محاضرات قصة التتار
تحدثنا في المحاضرة السابقة عن
اجتياح التتري الرهيب لبلاد المسلمين ثم عن الانتصار المسلمين المرحلي في غزنة والانتصار الثاني كابل،ثم سبحان الله حدث شيئا غريبا اختلف أمراء المسلمين على الغنائم ووقعوا في فتنة وارتفعت الأصوات ثم ارتفعت السيوف وجيوش التتار مازالت تملئ مدن المسلمين ،وسقط قتلى ومن بينهم أخو سيف الدين بغراط وغضب غضبا شديدا ثم قرر الانسحاب ومعه 30 الف مقاتل، كان المسلمين بحاجة إلى كل طاقة وانكسر جيش المسلمين ماديا ومعنويا
وبينما هم كذلك جاء جنكيز خان بنفسه على رأس جيوشه؛ ليرى ذلك المسلم الذي انتصر عليه مرتين في غزنة وفي كابل، وكان المسلمون منذ قليل في انتصار، وأما الآن فقد دب الرعب والهلع في جيشهم، وقلّت أعدادهم، وتحطمت معنوياتهم.
فلما رأى جلال الدين أن جيشه أصبح ضعيفاً جداً، أخذه وبدأ يتجه جنوباً للهروب من جيش جنكيز خان، أو ليتجنب الحرب في هذه الظروف، ولكن جنكيز خان كان مصراً على الحرب، وفعل جلال الدين مثل ما فعل أبوه من قبل، فبدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة، ومن بلد إلى بلد، حتى وصل إلى حدود باكستان، فاخترقها واخترق كل باكستان حتى وصل إلى نهر السند الذي يفصل بين باكستان وبين الهند، وهناك قرر عبور نهر السند ودخول الهند مع أن علاقته بأهلها كانت سيئة جداً، ولكنهم كانوا عنده أرحم من لقاء جنكيز خان، فلم يجد سفناً فانتظر،
ثم فوجئ بجيش جنكيز خان من خلفه، فلم يكن هناك بد من القتال، فنهر السند من خلفه والسفن على مسافة بعيدة، ولن تأتي إلا بعد أيام، فدارت موقعة رهيبة بين الطرفين، وكل من شاهدها قال: إن كل ما مضى من الحروب كان لعباً بالنسبة إلى هذا القتال، واستمر اللقاء الدامي ثلاثة أيام متصلة، واستحر القتل في الفريقين، وكان ممن قتل في صفوف المسلمين الأمير ملك خان الذي كان في المعركة السابقة يخاصم على الغنيمة مع سيف الدين بغراق، فقتل ولم ينل من الدنيا شيئاً، ولم يتجاوز لحظة موته بدقيقة واحدة، ولكن شتان بين من يموت مناصراً للمسلمين بكل قوته، وبين من يموت وقد تسبب مصرعه في فتنة أدت إلى هزيمة مرة.
وفي اليوم الرابع انفصل الجيشان لكثرة القتل، وبدأ كل طرف يعيد حساباته، وبينما هما في هذه الهدنة المؤقتة جاءت السفن إلى نهر السند، فاتخذ جلال الدين قراره السريع بالهروب كما اتخذه أبوه من قبل، فركب السفينة مع خاصته ومقربيه وعبروا نهر السند إلى بلاد الهند، وتركوا التتار على الناحية الغربية لنهر السند مع بلاد المسلمين ومدنهم وقراهم، ومع المدنيين دون حماية عسكرية، وجيوش التتار لا تفرق بين مدني وعسكري، هذا بالإضافة إلى الحقد الشديد في قلب جنكيز خان نتيجة الهزيمتين السابقتين
∫∫ الحـ٢٤ــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
:gem:احتلال التتار لأفغانستان:
انقلب جنكيز خان على بلاد المسلمين يصب عليها جام غضبه، ويفعل بها ما اعتاد التتار أن يفعلوه وأكثر، وكانت أشد المدن معاناة مدينة غزنة عاصمة جلال الدين بن خوارزم، المدينة التي هزم عندها قبل ذلك جنكيز خان، فقتل كل رجالها، وسبى كل نسائها، وأحرق كل ديارها بلا استثناء، وتركها كما
يقول ابن الأثير: خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس.
والذي يجدر ذكره أن من جملة من أمسك بهم جنكيز خان من أهل المدن أطفال جلال الدين بن خوارزم، فأمر جنكيز خان بذبحهم جميعاً، وهكذا ذاق جلال الدين من نفس المرارة التي ذاقها الملايين من شعبه.
روى البيهقي أن رسول الله قال: (كن كما شئت، كما تدين تدان)والحديث مرسل.
وحقق جنكيز خان بذلك حلماً غالياً جداً، لم يكن يتوقع أن يحققه بهذه السهولة، وهذا الحلم هو احتلال أفغانستان، فاحتلال أفغانستان كان حلماً لـ جنكيز خان ولغيره من الغزاة، فاحتلالها خطوة مؤثرة جداً في طريق سقوط الأمة الإسلامية، وسقوطها نذير خطر شديد للأمة بأسرها، لعدة أسباب، منها:
:pushpin:أولاً: طبيعتها الجبلية التي تجعل غزوها شبه مستحيل، وهي بذلك تمثل حاجزاً طبيعياً قوياً في وجه الغزاة، وتخفف الوطء على البلاد المجاورة لها، فإن سقطت كان سقوط البلاد المجاورة لها مثل: باكستان وإيران ثم العراق سهلاً جداً.
:pushpin:ثانياً: موقعها الإستراتيجي الهام، فهي تقع في موقع متوسط في آسيا، والذي يسيطر عليها يستطيع النظر من زاوية درجتها (٣٦٠) درجة على المنطقة بأسرها، فيستطيع مراقبة باكستان وإيران وروسيا والهند، ويكون قريباً نسبياً من الصين، فالسيطرة على كامل آسيا بعد احتلال أفغانستان أمر ممكن.
:pushpin:ثالثاً:الطبيعة الجبلية لأفغانستان أكسبت شعبها صلابة وقوة لا تتوافر في غيرها من البلاد، فإن سقطوا فسيكون سقوط غيرهم سهلاً بلا شك.
:pushpin:رابعاً: يتمتع سكانها بنزعة إسلامية عالية جداً، وبروح جهادية بارزة مميزة، وليس من السهل أن يقبلوا الاحتلال، وقد ظهر ذلك واضحاً في انتصارين متتالين على التتار، فكل الجيوش الإسلامية قبل ذلك فشلت في حربها مع التتار، وأول مرة غلب التتار فيها كانت في أفغانستان، فقد غلبوا مرتين، فلو سقط الأفغان فسيعد ذلك نجاحاً هائلاً للقوى المعادية للمسلمين.
:pushpin:خامساً: أن الأثر المعنوي السلبي على الأمة الإسلامية سيكون رهيباً، والأثر المعنوي الإيجابي على التتار سيكون كبيراً جداً كذلك، والأثر السلبي على المسلمين والإيجابي على التتار سيكون مؤثراً جداً في الأحداث.
وأنى لأمة محبطة أن تفكر في القيام؟! وأنى لجيش كجيش التتار حقق نصراً صعباً أن يفرط في الانتصارات السهلة؟! هذا عادة لا يكون،
فأفغانستان كانت محطة خطيرة جداً، ومؤثرة تأثيراً سلبياً كبيراً جداً على أمة الإسلام بصفة عامة، وليس على أهل أفغانستان فقط.
وبذلك يكون التتار الذين وصلوا من الصين قد دخلوا كازاخستان، ثم أوزباكستان، ثم تركمانستان، ثم أفغانستان، ثم إيران، ثم أذربيجان، ثم أرمينيا، ثم جورجيا، في سنة (٦١٧هـ)، وهذا الكلام مثبت في كل كتب التاريخ،
ففي سنة واحدة اجتاحوا هذا الجانب الشرقي الضخم المهول من العالم الإسلامي، ولا حول ولا قوة إلا بالله
:
الثالث
المتساقطون
تفرق الصفوف، واختلاف القلوب، ونسيان روح الأخوة بين المسلمين، والتناحر والاقتتال بينهم أمراض أدت إلى تسليط التتار عليهم، وإلى ذلهم وهوانهم، فكانت سبباً للهزيمة والخذلان، وسلبهم الممالك والبلدان، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
:gem:أهم العنواين الرئيسية :
-هروب جلال الدين من جيش التتار
-احتلال التتار لأفغانستان
-احتلال التتار لمراغة
-أسباب تردد التتار في غزو أرض
الخلافة العباسية مطلع سنة ٦١٨هجري
-أسباب تراجع التتار عن غزو تبريز
-احتلال التتار لداغستان والشيشان
-أهم أحداث عام 620هجري
-أهم أحداث سنة 621هجري
-سيطرة جلال الدين على إيران
-تولي الظاهر بأمر الله أمر الخلافة العباسية
-محاصرة جلال الدين لمدينة خلاط
-وفاة جنيكزخان
-حال المسلمين بين٦٢٤- ٦٢٧هجري
-أحداث سنة ٦٢٨هجري
-احتلال التتار لأذربيجان
-أسباب هزيمة المسلمين أمام التتار .
روابط السلسلة
سلسلة التتار 1
سلسلة التتار 2
سلسلة التتار 3
سلسة التتار 4
سلسلة التتار5
سلسلة التتار6
سلسلة التتار7
سلسلة التتار8
جميل ان نجد روايات اسلاميه فنحن نحتاج لمعرفة تاريخنا الاسلامي ولكن بروايات صحيحه
ردحذف