إعلان أدسنس

هنا تسكن الأشباح [2]



البارات 3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتري فالصفحة الاولي مكتوب( عذراً عائلتي فأنتم تستحقون الموت) تندهش سلمي رعباً مما تقرأه ليجذبها ذلك العنون لمعرفة ما ورأه …فتقرأ في بعض الصفحات لتجد مكتوبُ به ( أنا عادل توفيق الوكيل.، صاحب قصر عائلة الوكيل، ولدي ثلاثة اولاد (أحمد) و (وليد) و ( طاهر) ، وأبنة واحدة( حبيبة)  كان احمد هو أبني الاكبر فقد سافر إلي احد الدول الاجنبية ليكمل دراسته ومنذ أن سافر انقطعت اخباره فاصبحت لم اعلم عنه شئ، اما وليد فكان في المرحلة الاولي من التعليم الثانوي وطاهر كان فالصف الرابع الابتدائي وحبيبة كانت فالثاني الاعدادي.  وكان لدي زوجة حقاً كنت احبها ومازلت ولكن ذات يومٍ اكتشفت انها تخونني مع اعز صديق لي فغلي الدم في عروقي حتي عزمت علي الانتقام منهم رداً علي خيانتهم لي، وبالفعل قتلتهم وقمت بدفنهم في حديقة قصري، ثم بعد مافعلته اصبحت لا اشتهي الحياه فتمنيت الموت كثيرا ولكن كنت أخشي ع ابنائي من ظلم الحياة فهم في مُقتَبل العمر ولكن من سيرعاهم؟! من سيحافظ عليهم؟! فشُل تفكيري واصابتني حالة من الجنون .

حتى عقدت الامر علي أن اقتلهم وبالفعل قتلتهم وقمت بدفنهم بجانب والدتهم حتي يتونسوا بها، فهم حقاً يستحقون الموت.ولا يستحقوا ان يعيشوا في مجتمع تأتي منه الخيانة من اقرب من عاشوا بقلوبنا فماتت عائلتي جميعاً ولم يتبقي غيري لكن من يقرأ هذه الاوراق لا يبحث عني ف بعد جريمتي هذا سأبيع هذا القصر و سأقتل نفسي لانني لا استطيع العيش فأنا ايضاً استحق الموت) .

جحظت عينها مما قرأت وهنا تسأل سلمي نفسها؟!  –هي الحاجات اللي بشوفها دي حقيقة؟! والقصر مسكون فعلا بسبب الناس المدفونة فيه ؟! ولا كل دا بسبب العيشة اللي عيشاها وحدي دي وخلتني اتخيل حاجات ممكن متكونش موجودة اساسا ..  ظلت سلمي علي هذا الحال تفكر فيما حدث، وماذا ستفعل هل ستبقي بالقصر ام تتركه، حتي عزمت الامر في النهاية علي أنها ستترك القصر بلا رجعة وتعود إلي جدها الذي حاول اكثر من مرة اجبارها ع العيش معه لانه كان يخشي عليها من العيش بمفردها، ولكنها رفضت أن تترك المكان الذي عاشت به .

ولكن الامر الآن يختلف فهي لم تعد تتحمل كل مايحدث لها بالقصر.. فحقاً الوحدة كادت أن تقتلها وبالفعل قررت أن تذهب إلي جدها في ذلك الوقت فقامت بجمع اشيائها كي تترك هذا القصر اللعين  ثم اخذت حقيبتها وخرجت من باب القصر كان الوقت قد تأخر ولا يوجد أحداً علي الطريق وكان الجو كالح السواد ولا يوجد اعمدة إنارة تنير طريقها، فقررت أن تعود إلي القصر تقضي تلك الليلة إلي أن يأتي الصباح.

وبالفعل عادت سلمي مرة أخري ونَسيت بوابة القصر مفتوحة، واذا بها تدخل من الباب الداخلي للقصر فيغلق الباب من خلفها تماما وتري كل ابواب الغرف تفتح وتغلق وشعرت بأن ارجاء القصر تهتز وكأن هناك زلزال قد حدث، فتسقط الاشياء علي الارض فتصرخ سلمي وتطرق بيديها علي باب القصر كي تجد احدا ينجدها ولكن استمرت في الصراخ واذا بها تجد أمامها ذلك الشبح الذي تراه كل مرة يقترب منها ويمد زراعيه ناحية رقبتها فينقطع صوت سلمي عن الصراخ وتسقط ع الارض فاقدة للوعي حتي حل صباح يوم جديد وسلمي مازالت ملقاه علي الارض ماتت سلمي رعبا بما حدث الليلة الماضية أم ماذا؟! .

في ذلك الوقت كان خارج القصر قد آتى شاباً يقرب الثلاثين من عمره يترجل من سيارته أمام القصر فينظر إلي بوابة القصر ليراها مفتوحة ولكن لا يوجد بها احد ، فيدخل إلي حديقة القصر ويتمعن في جمالها وينظر لها بدقةوكأنه يتذكر شئ، حتي وصل إلي الباب الداخلي للقصر ليراه ايضاً مفتوحاً فيتعجب من ذلك!!  ثم دخل و اخذ ينادي بابا!!! ..ماما.. يا وليد… يا طاهر.. حبيبة أنتوا فين…؟! ولكن بلا جدوة….  واذا بِه ينظر فيجد سلمي ملقاه علي الارض.، فتعجب!!

اقترب منها كي يُفيقها حتي يعرف من تكون وما الذي يحدث ؟!! وبالفعل فاقت سلمي ونظرت إليه ففزعت ووضعت يداها ع وجهها وصرخت. !! انت مييين؟!! لااااااا مش عاوزة اموووت ابعد عني متقتلنيش.. انت مش انسان انت من الاشباح اللي عايشين فالقصر وعاوز تقتلني فأبتعد عنها قليلا كي تطمئن وحدثها : متخافيش انا بني آدم زيك واسمي احمد ولو في حد عاوز يقتلك انا هنقذك منه متخافيش،  سمعت سلمي هذه الكلمات انتفض قلبها اطمئنان لما سمعت ثم ابعدت يداها عن وجهها ونظرت إليه وتأكدت انه بشر مثلها وليس الشبح الذي كانت تراه كل مرة فنظرت له وقالت بصوتٍ خائف صوتٌ يمزق القلب :  ممكن تنقذني من هنا،  احس احمد انها تعاني حقاً لكنه لا يعلم ما كانت تمر به فقال لها :   متخافيش هنقذك بس من مين؟!


البارات الاخيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أطمئنت سلمي وبدأت تحكي له ما كانت تراه وما حدث لها ، إلي ان قالت وهي تتحدث :- القصر دا بتاع واحد اسمه عادل توفيق الوكيل وقتل زوجته واولاده ودفنهم هنا،  فتعجب احمد مما سمعه من سلمي فقالت بصوتٌ يائس :- انا عارفة انك مش هتصدقني وهتقول اني مجنونة  ثم أكملت وهي تشير بيديها إلي الورق الموضوع ع المنضدة : بس الورق دا في كل حاجة،  أتطلع أحمد علي الاورق وعرف حقيقة هلاك عائلت حزن حزناً شديداً ع ما حدث لهم وموتهم بهذه الطريقة وندم ع انقطاعه عنهم وبدأت الدموع تتناثر من عيناه لأحظته سلمي فقالت :انت بتعيط ليه ؟  مسح أحمد دموعه ثم قال لها: أنا أحمد عادل توفيق الوكيل واللي ماتوا دول عيلتي  نظرت له بعينٍ دامعه فعلمت أنه هو ايضاً أصبح وحيداً مثلها فهي قد جربت ألم الوحدة وقسوتها وكم عانت منها نظر لها بابتسامة ثم قال :” القصر دا ملكك هتسبيه وهتروحي فين ؟!! ” قالت :” لا انا مستحيل اعيش هنا تاني وديني عند جدي، مليش غيره ”  وبالفعل وافق احمد علي طلبها و اخذها وذهب بها إلي جدها وعاشت معه كي تنال جزءً من الأمان الذي حُرمت منه سنوات .

وبعد مرور 3سنوات تزوج أحمد وسلمي ، وعوضَ كلٍ منهما الاخر عما ذاقه من ألم.. كأن أحمد دائماً بجانبها، يطمئنها مما كانت تراه كل ليلة من كوابيس….  وكان يشعر دائماً أن سلمي تحن لذلك المكان الذي عاشت به اغلب طفولتها ( القصر) ولكن يعلم ان هذا المكان اصبح مصدر خوفها الوحيد ، فحاول أحمد أن يحول ذلك المكان بكل ما كان به إلي مكان آمن.

وبالفعل استطاع  وفي يومٍ من الأيام وبالتحديد يوم الذكري الأولي من زواجهم قرر أحمد أن يفاجئها، ففي ذلك اليوم عاد أحمد من عمله ، فدخل ليري سلمي ع سجادة الصلاة تدعو وتحمد الله انه رزقها به  ، استمع أحمد لتلك الدعوات وابتسم .ثم انتظر إلي ان انتهت فاقترب منها وقال :-” جهزي نفسك بسرعة عندنا مشوار ” سلمي :- أين ؟!  أحمد :- إجهزي بس ساعة وهتعرفي  وبالفعل استعدت سلمي فأخذها بسيارته  وفي السيارة طلب منها أن تربط شالها علي عيناها فتستغرب سلمي ولكن نفذت ما طلبه منها إلي ان وصلا إلي ذلك المكان  انزلها من السيارة وامسك بيديها ثم قام بفك الشال عن عيناها فإذا بسلمي تتفاجأ امامها بمسجد غاية في الجمال وعلي مساحة كبيرة من الارض، ثم نظرت حولها لتتذكر ذلك المكان فهي تعرفه جيدا  فالبفعل هذا المسجد قد أقامه أحمد مكان القصر حتي يحول ذلك القصر المخيف إلي مكان آمن تستطيع سلمي المجيئ إليه دون خوف.

فرحت سلمي بما فعله أحمد وشعرت بأنه الوحيد الذي يعبر بها إلي بر الأمان .. واصبح ذلك المكان هو الذي تطمئن به ويطمئن قلبها له بعد أن كان مصدر الهلع بالنسبة لها، فأخذت سلمي تترد عليه من الحين إلي الاخر..وهنا تُسَطر سلمي أخر كلماتها في مذكراتها التي أسمتها “سلمي من الضعف إلي الامان ” وتقول (زوجي هو الأمان بعد الله )  ثم تكتب في النهاية .. لأ تستهينوا بوحدَتَكُم فالوحدة تقتل القلب .
:arrow_double_down:
اب

هنا تسكن الأشباح [2]  هنا تسكن الأشباح [2] بواسطة الميثاق في يونيو 26, 2019 تقييم: 5

هناك 12 تعليقًا:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.